المعلم الذي لا ينسى!

تاريخ النشر: 26/03/10 | 5:30

قيل عن المعلم الجيد الكثير…

هو صاحب رسالة سامية!

وهو مربي الأجيال، وصانع المستقبل!

وأثر المعلم في تلاميذه – إيجابا وسلبا – يبقى ولا ينسى مدى الحياة!

وهذا ما لمسته وتأكدت منه يوم أمس حين التقيت بابن بلدي الجد الوقور الذي

أنجب دزينة من الأبناء والبنات الناجحين، وله العشرات من الأحفاد الواعدين!

هذا الجد المكافح، ورغم مرور أكثر من خمسة عقود، لا يزال يذكر معلمه من المرحلة

الابتدائية!

لأسباب عديدة لم يكمل الجد تعليمه بعد الابتدائية، ومع ذلك ذكرى ذلك المعلم لا زالت عالقة وباقية في وجدان الجد!

إنه يذكر إلمام المعلم بموضوعه وسعة اطلاعه!

يذكر ابتسامته الرقيقة وتفاؤله!

يذكر حبه لطلابه وتشجيعه الدائم لهم!

يذكر طرائقه في تحبيب الدروس!

ويذكر القصائد التي علمها ف"انغرست" في نفوسهم!

كم انفعلت واندهشت وأنا أسمع ذلك الجد الوقور البشوش وهو يلقي على مسامعي أكثر من قصيدة، وأكثر من بيت شعر بصوت جهوري معبر!

عشت مع الجد أوقاتا ممتعة وهو يستحضر تلك القصائد الرائعة التي نجح المعلم في تحبيبها وترسيخها في عقول البراعم الغضة!

فصدق القول: العلم في الصغر كالنقش في الحجر!

تلا الجد ا أكثر من قصيدة وأكثر من بيت شعر وعيونه تشرق بالأمل والتفاؤل والاندهاش!

حلقت مع الجد في أبيات حزينة للخنساء في رثاء أخيها صخر، وعشت معه أجواء البطولة والحب الصادق في قصيدة لعنترة بن شداد، وترقرق الدمع وأنا أصغي لقصيدة الأرملة المرضعة لمعروف الرصافي!

أبعد هذا، ألا يصح القول: إن ذلك المعلم إنسان فنان مبدع، وذكره سيبقى حيا لا ينسى!!

د. محمود أبو فنه

كفر قرع

ملحوظة: اسما المعلم وطالبه الجد معروفان ومحفوظان لدى الموقع

‫6 تعليقات

  1. شكرا لكم على هذا المقال الشيق …انا ايضا لا انسى احدى معلماتي في الابتدائي والتي لا شك كان لها الاثر الكبير في صقل شخصيتي وتوجيهي دون ان تدري لشق حياتي الاكاديميه رغم ظروف اهلي الصعبه .

  2. מעניין מאד מי הן הנפשות הפועלות במאמר היפה זה???מי המורה ומי הסב ??האם לא מעניין יותר אם אפשר לכתוב השמות ???ואיך אנו יכולים לקבל השמות מהאתר??

  3. نعم المعلم الفاضل ونعم كاتب المقال د. محمود ابوفنة الذي له اثر عظيم في نفوس وعقول ناطقي لغة الضاد, لغتنا العربية, فقد أكسبنا المهارات ألأساسية ورسخ في انفسنا حب اللغة والقراءة والتعبير بأسلوبه الابداعي الشيق وتخطيطه السليم… قرأت له من مقالاته عن أدب ألأطفال, وعن موضوع تنمية الوعي القرائي في المدارس… فدمت قدوة مثالية في العطاء في جميع المجالات…

  4. جميل جدا المقال ولكن اليوم اصبحت (الواسطه) اهم من الكفاءه لذلك وخاصه للاسف في كفر قرع مستوى التعليم كل ما عبالو لورا.
    كم تمنيت ان يعلم اغلب من علموني ابنائي ففضلهم سيبقى دين علي للابد.

  5. هذا المعلم يحب ان يقرا كل ما موجود عنده وهو يحب القصص

  6. اليس هذا المعلم هو الاستاذ عبد الرؤوف قربي الذي ربى أجيالا وأعطى الكثير للبلد وطلابها وجدا أحببناه؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة