ماء زمزم سيد المياه وأشرفها

تاريخ النشر: 13/11/10 | 6:49

صديق موقع بقجة الدائم مصعب رفيق بعث لنا عبر البريد الالكتروني للموقع هذه المعلومات القيمة عن ماء زمزم:

قدِمَ إبراهيم عليه السلام إلى مكة هو وأم إسماعيل وكان إسماعيل طفلاً رضيعًا وترك أم إسماعيل وابنها في مكان زمزم وكان معها وعاء ماء فأخذت تشرب منه وتدر على ولدها حتى انتهى ماء الوعاء فانقطع درها فجاع ابنها واشتد جوعه حتى نظرت إليه وهو يبكي بحرقـة فظنّت أم إسماعيل أنه يموت فجعلت من حيرتها تمشي بين الصفا والمروة حتى كان مشيها بينهما سبع مرات ثم رجعت إلى ابنها فسمعت صوتًا فقالت: أسمع صوتك فأغثني إن كان عندك خير فضرب جبريل الأرض فظهر الماء فجعلت أم إسماعيل ترمي الرمل على الحفرة حتى تمنع الماء من الخروج .

وكانت زمزم هي مقدمة العمران بمكة فقد ذكر الأزرقي في أخبار مكة : أن ركبًا من (جُرْهم) مَرُّو من بلاد الشام فرأى الركبُ الطيرَ على ماء فقال بعضهم ما كان بهذا الوادي من مـاء فأرسلوا رجلين حتى أتيا أم إسماعيل فكلماها ثم رجعا إلى ركبهما فأخبراهم بمكانها فرجع الركب كله ونزلوا على الماء بعد استئذان أم إسماعيل .

وأخـذ العمران يزداد بمكة بعد بناء سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل للبيت الحرام واستمرت “جرهم” تلي أمر البيت الحرام وزمزم فترة من الزمن إلى أن قدمت قبيلة خزاعة ووليت أمر البيت ثم ولي أمرها بعد ذلك قصي بن كلاب في القرن

الخامس الميلادي وكانت زمزم في تلك الأثناء قد أُهمِلَت إلى أن اختفت معالمها وظلت حتى حفرها عبد المطلب بن هاشم جد النبي وكان حفر عبد المطلب لزمزم عقب حادثة الفيل حتى خرج زمزم .

( آية من كتاب الله )

قال تعالى :

“ربَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ”

(سورة ابراهيم 37)

معنى الآية :

ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ ليس فيه زرع ولا ماء بجوار بيتك المحرم ربنا إنني فعلت ذلك بأمرك; لكي يؤدوا الصلاة بحدودها فاجعل قلوب بعض خلقك تَنزع إليهم وتحنُّ وارزقهم في هذا المكان من أنواع الثمار لكي يشكروا لك على عظيم نعمك فاستجاب الله دعاءه .

بئر زمزم أشهر بئر على وجه الأرض لمكانته المتميزة، وارتباطه في وجدان المسلمين عامة وهي البئر المباركة التي فجّرها جبريل عليه السلام لإسماعيل وأمه عليهما السلام حيث تركهما خليل الله إبراهيم عليه السلام في ذلك الوادي القَفر، الذي لا زرع فيه ولا ماء . فنفد ما معهما من زادٍ وماء وجهدت هاجر وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة ناظرة في الأفق البعيد علها تجد مغيثاً يغيثها فلما يئست من الخلق أغاثها الله عز وجل بفضله ورحمته ، ولمّا ابتعدَ إبراهيمُ عن ولده وأمِّ إسماعيل هاجر قليلاً وعند الثنية التفت جهة البيت ووقف يدعو الله تبارك وتعالى .

حديث نبوي عظيم

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

” خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، فيه طعام الطُعم ، وشفاء السقم “

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

” مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ “

معنى الحديث :

طعام الطُعم : أي يَشبع الإنسان من مائها إذا شربه ، كما يشبع من الطعام إذا أكله.

وشفاء السقم : أي يزيل المرض، ويبرئ العلة ، جعلَ اللهُ فيهِ الشفاءَ والبركة .

ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله عن ماء زمزم : سيدُ المياه وأشرفها ، وأجلُّها قدرًا ، وأحبها إلى النفوس ، وأغــــلاها ثمنًا ، وأنفَسُهَا عند الناس . وقد جربتُ ، أنا وغيري ، الاستشفاء بماء زمزم واستشفيت به من عدة أمراض..

أسماء زمزم :

سبب التسمية :

سميت بئر زمزم بهذا الاسم لكثرة مائها ، وقيل لاجتماعها ؛ لأنه لما فاض منها الماء على وجــه الأرض قالت هاجـر للماء : زَم زِمْ ، أي: اجْتَمِعْ ، فاجتمعَ ، فسميت زمـزم .

أسماء زمزم :

سقيا الله إسماعيل ، وسيدة ، وبركة ، ونافع ، ومضنونة ، وبشرى ، وصافية ،وعصمة ، وسالمة ، وميمونة ، ومباركة ، وكافية ، وعافية ، ومغذيّة ، وطاهرة ، ومروية ، ومؤنِسة ، وشفاء سقَم ، و طيبة ، وشِباعة العيال ، وشراب الأبرار ، وقرية النمل ، ونُقرة الغـراب ، وحفيرة العباس ، و همزة جبريل : وذُكِر أن جبريل همز بعقبه في موضع زمزم فنبع الماء .

وقد اخُتلف في تسمية زمزم بزمزم :

فقيل مـاؤها وقال ابن هشام : والزمزمـة عند العــرب الكثرةُ والاجتماع . وقيل سُميت زمزم لأنها زُمَّت بالتراب لئلاّ يسيلَ الماء يمينًا وشمالاً ، ولو تُركت لساحت على الأرض حتى تملأَ كل شيء .

آداب شرب زمزم :

يستحبّ لشارب ماء زمزم أن يستقبل القبلة ، ويذكرَ اسمَ الله تعالى ، ويحمدَ اللهَ تعالى ، ويدعو بما كان ابن عباس يدعو به إذا شرب ماء زمزم .

ففي مستدرك الحاكم : كان ابن عباس رضي الله عنه إذا شرب من ماء زمزم قال َ:

اللهمّ إني أسألُك علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وشفاءً من كلّ داء .

ولا يقتصر على هذا الدعاء ، بل يدعو بما أحبه من أمر الآخرة في الدعاء ، ويجتنب الدعاءَ بما فيه مأثمة ، فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه إذا شرب ماء زمزم دعا فقال : ( اللهم إني أشربه لظمأ يوم القيامة )

قال بعض العلماء : (ماء زمزم سيِّدُ المياه ، وأشرفُها ، وأجلُّها قـدراً ، وأحبُّها إلى النفوس ، وأغلاها ثمناً ، وأنفَسُها عند الناس ، وهو هَمزْة جبريل أي : حفْره – وسقيا الله إسماعيل ) .

وأخرج ابن ماجه في المناسك عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسًا ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ قَالَ : مِنْ زَمْزَمَ ، قَالَ : فَشَرِبْــتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي ؟ قَالَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَ : إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا فَاسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَتَنَفَّسْ ثَلاثًا ، وَتَضَلَّعْ مِنْهَا ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَاحْمَدْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ ).

أفضل المياه :

أفضل المياه قيل أنها : ماء زمزم وقيل ماء الكوثر .

وقيل : ماء زمزم أفضل مياه الدنيا ، وقيل : ماء الكوثر أفضل مياه الآخرة .

وذكر بعضهم أن أفضل المياه على الإطلاق ما نبع بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ثم ماء زمزم ثم ماء الكوثر ثم نهر النيل بمصر ، ثم باقي الأنهار .

وتبعد بئر زمزم نحو 18 متراً من موقع الحجر الأسود إلى الشرق من باب الكعبة وهي خلف مقام إبراهيم عليه السلام وإلى اليسار منها علامة واضحة على قطعة مستديرة من الرخام مكتوب عليها بئر زمزم تشير إلى تعامدها مع فتحة البئر الموجودة تحت مستوى المطاف بعمق 1.56سم .

وقد نظم ذلك التاج السبكي فقال :

وأفضل المياه ماء قد نبع من بين أصابع النبي المـتبع

يليه ماء زمـــزم فالـكوثر فنيل مصر ثم باقي الأنـهـــار

التحليل العلمي عن ماء زمزم :

أُجرِيتْ في عام 1908م وفي عام 1973م تحاليل كيميائية من قبل شركات متخصصة فكانت النتائج مذهلة ، حيث إنّ مياه زمزم خالية تماماً من أي نوع من أنــواع الجراثيم المسببة للتلوث ، وتعد مياه زمزم معدنية حيث تبلغ نسبة المعادن فيها 2000 ملغ في اللتر الواحد .

ومن أبرز هذه الأملاح المعدنية الكالسيوم والصوديوم والمغنزيوم والبوتاسيوم وغيرها.

ويعد ماء زمزم من أغنى مياه العالم بعنصر الكلسيوم إذ تبلغ نسبته 200 ملغ في اللتر ، لقد صدق رسول الله حينما يقول : (( إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ )) .

الاستنتاجات من تحاليل ماء زمزم :

تؤكد نتيجة التحاليل الكيماوية أن ماء زمزم نقي لا لون له ولا رائحة ، كما تؤكد التحاليل بمقارنتها بالمواصفات العالمية وخاصة منظمة الصحة العالمية :

أن ماء زمزم صالح تماما للشرب وأثره الصحي جيد وأن عنصر الصوديوم مرتفع .

ومن خلال التحاليل وجد أن تركيب ماء زمزم يتأثر بالجفاف الذي ينتج عنه زيادة تركيز الأملاح بالماء عن طريق التبخر ، و هي خالية من أي ضرر صحي بل هي مفيدة جدا بقدرة الله تعالى .

ومن كل ما تقدم من نتائج التحاليل الكيماوية والمعالجات بالأشعة وغيرها ومقارنتها بالمواصفات العالمية المياه الصالحة ، يتبين لنا بيقين معجزات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله تعالى :

” وما ينطق عن الهوى إن هو إلى وحي يوحى “ سورة النجم الآيات 3-4

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة