كازانتا سيدة الحياة

تاريخ النشر: 03/11/10 | 11:06

صديق الموقع الدائم  مصعب رفيق احب ان يشارك قراء موقع بقجة هذه القصة الابداعية الشيقة وهي من تاليف  د. احمد خالد توفيق .القصة طبعاً غير حقيقية وهي من الخيال ولا شيء فيها  غير الخيال. هي  جميلة  وطويلة  ولذلك  سنقدمها  الى  قراءنا في  حلقات اسبوعية,  مساء كل  يوم  اربعاء.

الحلقة الاولى:القصة الحقيقية التي نقشت على ألواح من الحجر بعدة لغات قديمة ومن أهمها لغة البيبا , القصة التي عمل الكثيرين على ان لا تكشف حتى لا تغير ملامح التاريخ وتقلب الموازين والمفاهيم القصة والحضارة التي اتفق اسياد الشرق والغرب على ان لا تكون …. لماذا ؟

الظـلال

ما قبل التاريخ …..

بقعة من الأرض القاحلة الجرداء ، مساحتها ألاف من الأميال.. تعد الخط الفاصل بين عالم الجان وعالم البشر . من دخلها من العالمين تاه وهلك … قلائل هم من عرفوا طبيعتها وأطلقوا عليها اسم حدود الظلال حيث يلتقي ظل عالم الجان بظل عالم البشر.

الناجية:

في إحدى الأيام ضلت أحدى بنات الجان طريقها ودخلت حدود الظلال دون أن تدري وتاهت لأيام طويلة وأيقنت أنها هالكة لا محالة.

وأثناء بحثها اليائس عن مخرج يعيدها إلى عالمها لمحت من بعيد واحة ماء فظنت إن ما تراه سراب فسارت باتجاهها لأيام وعندما وصلت أيقنت إن ما تراه حقيقة وليس سراباَ فإذا بها إمام واحة ماء كبيرة وهي اقرب حجما من بحيرة…, لم ترى الفتاة أجمل منها ولا أصفى.

جلست بقربها وشعرت أنها استردت حياتها من جديد…أمضت عدة أيام تشرب وتسبح في الواحة وتاكل من بعض الأعشاب القليلة التي نمت في قاع الواحة.. فشعرت الفتاة ان صحتها قد أصبحت في أحسن حال وحتى بعض ما كانت تعانيه من إمراض قد زال.

وقفت الفتاة ونظرت إلى الواحة فرات على وجه الماء صورتها ذهلت الفتاة عندما خاطبتها صورتها المعكوسة على وجه الماء باسمها وطلبت منها ان تحمل بعض البذور من جانب الواحة وانت تزرعها… فقامت الفتاة بما طلبته منها الصوت وزرعت البذور ونقلت من الواحة الماء بكفيها لتروي الأرض حيث زرعت البذور وبعد ان أنهت اقتربت من الواحة وغرفت من الماء وقبلته.. فسمعت الصوت يقول لها ان عدت الى هنا فستجدي ما زرعت ينتظرك ودلها الصوت على الطريق فعادت الفتاة إلى عالمها فرحة سعيدة.. وروت لصديقاتها من بنات الجان عن الواحة وما حدث معها.. فدفع الفضول بمن سمعن بالقصة للذهاب إلى الواحة التي لم يسمع بها احد من قبل وكلما وصلت فتاة إلى هناك حدثتها الواحة وطلبت منها أن تزرع بعض البذور بجانب الواحة وهكذا اعتادت عشرات البنات من الجنيات بالذهاب إلى الواحة والحديث معها ونقل البذور والاشتال من مكان إلى أخر وريها بنقل الماء بكفوفهن , ولم تمر مدة من الزمن حتى امتلأت الواحة بالأشجار والورد والزهور من كل صنف ونوع ، ووصل عدد بنات الجن اللواتي يزرن الواحة بالسر إلى أكثر من مئة فتاة وكانت كل واحدة حريصة على ان تبقي امر الواحة سرا .

وفي احدى الايام وبينما بنات الجان مجتمعات بجانب الواحة يلهون ويضحكن ويلعبن ويتمازحن … لفت انتباههن بأن في الجانب الاخر البعيد للواحة قد نمت الأشجار والازهار والورود وخيل لهن انهن سمعن اصواتا , فثار الفضول رغم المسافة البعيدة ورغم خوفهن من الضياع بين العالمين ان ابتعدن عن الجانب القريب من عالمهن الا ان الفضول وحب المغامرة والمعرفة دفعهن للسير مسافة طويلة بجانب الواحة لاكتشاف الجانب الاخر .. وبدأن السير مسافة نصف يوم على طرف الواحة ، وعند منتصف الطريق تلاقت مجموعة الفتيات بمجموعة اخرى قادمة من الاتجاه الاخر لنفس السبب وحبا باستكشاف الجانب الاخر ووقفت كل مجموعة مذهولة من المفاجأة حيث اكتشفن انهن لسن الوحيدات اللواتي يعلمن بأمر الواحة واخذت كل فتاة تتساءل بينها وبين نفسها ومع الاخريات عن المجموعة الاخرى في الطرف الاخر .. واقتربت المجموعة الاولى من الثانية وعندما بدأن بالحديث اكتشفن ان لكل مجموعة لغة مختلفة ولم يجدن طريقة للتفاهم، وخافت كل مجموعة من الاخرى وعدن من الاتجاه الذي جئن منه … ودار الحديث بين بنات الجان حول اصل الفتيات الاخريات ومن اين هن.

فقالت واحدة للاخريات انهن من بنات البشر فوافقن على صحة كلامها وتساءلن ما الذي جاء ببنات البشر الى عالمهن وما الذي سيحدث الان بعد ان اكتشفن امر الواحة التي لا يعلم بها احد وتلاشت الفرحة وحل الحزن على بنات الجان وفي الجانب الاخر كان نفس الحديث قد دار بين بنات البشر وكان نفس التساؤل ما الذي جاء ببنات الجن الى عالمهن وحل الحزن ايضا على بنات البشر.

بداية الحرب

وهكذا قررت بنات الجان محاربة بنات البشر وطردهن من جانب الواحة التي تقع في عالمهن وحتى لا يتركن المجال لبنات البشر بتخريب الواحة وكشف امرها وكذلك الامر كان بين بنات البشر فقد اتخذن القرار بطرد بنات الجان من جانب الواحة التي تقع في عالمهن وبعد مرور ايام من القلق والخوف والحزن وضعت كل مجموعة خططها لطرد المجموعة الاخرى وتوجهت للمواجهة متسلحة بنار الحقد والكراهية وتلاقت المجموعتين عند وسط الطريق وفي لحظات وقبل وقوع المواجهة خرجت من وسط البحيرة امرأة بهرت ابصار بنات الجان والبشر بجمالها واقتربت منهن وحدثت المجموعتين كل بلغتها ….فشكت بنات الجان انها من البشر وشكت بنات البشر انها من الجان.

ولكنها قالت لهن : انا الواحة فمن منكن لا تعرف صوتي ؟

انا الواحة نصفي في عالم الجن ونصفي في عالم البشر … انا الواحة عالمكن وعالمهن .

ودار حديث طويل بين الواحة وبنات الجان وبنات البشر واخذت الواحة تعلمهن كيف تتحدث الواحدة مع الاخرى وتلاشى الحقد والكره وفهم كل طرف الاخر ومع الايام توطدت العلاقات القوية بينهن وكان الشي الوحيد الذي يتنافسن عليه هو حماية الواحة وزراعة الاشجار والحفاظ عليها وكانت كل واحدة تفخر ان كان ظل الشجرة التي زرعتها اطول من ظل الشجرة الاخرى وحتى يتجنبن استخدام كلمة ابنة البشر وابنة الجان اطلقن على نفسهن اسم بنات الواحة ( الاخوأت )

ومع مرور السنين ازداد عدد بنات الواحة من البشر والجان الى عدة الاف ..منهن من اقمن بجانب الواحة اقامة دائمة بعد ان تركن عالمهن ومنهن من كن يزرن الواحة في كل فرصة تسنح لهن والشيء المشترك بينهن هو الحفاظ على سرية هذه المنطقة التي اتسعت وكبرت وغطيت بالاشجار حتى انها اصبحت اجمل مكان في العالمين.

أبناء عتار

اما في عالم البشر وعالم الجن فقد حكم العالمين مجموعة من البشر والجان كان يطلق عليهم ابناء عتار وهم من كانوا يسنون القوانين وكانت معظم ممالك البشر والجان تدين لهم بالولاء والطاعة ولهم معبد كبير ويتوجب على كل ملكة وملك من العالمين بتقديم القرابين على ابوابه وبرغم من ان ابناء عتار ومعبدهم يتحكموا في كل الممالك وقد حددوا لكل مملكة اله ومعبد وكهنة يديرونه فقد حرصوا دوما على ان تبقى كل مملكة في حرب مع الاخرى لانه بهذه الطريقة فقط يستطيعوا ان يحكموا قبضتهم على كل شيء.

إنكشاف أمر الواحة ” الاميرة القربان”

وحدث ان رأى احد ابناء عتار ابنة ملكة احدى ممالك البشر فعشقها وطلب من الملكة ان تقدمها له قربانا على ابواب المعبد حتى يزيد من قوتها فقامت الملكة باعداد ابنتها الاميرة وارسلتها مع كهنة المملكة ليصطحبوها الى المعبد الكبير معبد ابناء عتار لتنال رضاهم …..فما كان من الاميرة الصغيرة الا ان تستغل اول فرصة وتهرب وتساعدها احدى بنات الواحة للوصول الى هناك والاختباء وعندما علم ابن عتار بهروب الاميرة امر كل الكهنة من الجان والبشر بالبحث عنها في كل مكان وبعد سنوات من البحث استطاع الكهنة ان يكتشفوا امر الواحة ومكانها …ونقلوا الخبر الى ابناء عتار ومعبدهم وقالوا لهم : لقد اكتشفنا مكان يقع في ظل عالم الجن وظل عالم البشر وفيه تعيش معظم الفتيات من العالمين اللواتي هربن من شرف تقديمهن قربان للمعبد ولهن ملكة تعيش تحت الماء وقد اتخذن من الارض والشجر الها يقمن على خدمته فجن جنون اكبر ابناء عتار وصرخ في الكهنة أي مملكة هذه التي لا نعرف بوجودها واية ملكة لم نتوجها نحن واي اله هذا لم يخرج من معبدنا …وقام ابناء عتار بأعداد جيش من الكهنة فقط حتى يحافظوا على منع انتشار خبر المملكة الجديدة المتمردة وتوجهوا على رأسه وعندما اقتربوا من المكان طلب كبير ابناء عتار وكان يدعى تتار من الجيش التوقف وقال لبقية ابناء عتار وللكهنة ساذهب انا لوحدي لارى هذه المملكة التي تقع في الظلال وما هو سرها قبل ان ادمرها فلا يتحرك احدا منكم حتى اعود .

وتوجه تتار ابن عتار ودخل ارض الواحة وذهل بجمالها وسار بين الاشجار حتى صدف احدى الفتيات فسألها : اين ملكة الظلال..؟

فقالت : انا هي ماذا تريد…؟

فقال تتار: لست انت فلا يبدوا عليك انك ملكة؟

وتركها وسار في طريقه حتى وجد فتاة اخرى فسألها عن ملكة الظلال.

فقالت : انا هي ماذا تريد؟

فقال : لست انت فلا يبدوا عليك انك ملكة وتركها وذهب الى غيرها وسألها فردت عليه بانها هي ملكة الظلال فوجدها فتاة عادية وتركها واخذ ينتقل من واحدة الى اخرى وكانت كل واحدة تجيبه بانها هي ملكة الظلال .

صرخ تتار وثار غضبه وسأل احد الفتيات:

أي مملكة هذه التي تستطيع كل فتاة ان تدعي بانها الملكة؟

فقالت الفتاة : ان مملكة الظلال ملك كل من يعيش فيها ويحافظ عليها.

فقال تتار : ومن يدير هذه المملكة ..؟

فقالت الفتاة : ملكة الظلال…؟

فقال : وأين اجدها ..؟

فقالت الفتاة: لقد وجدتها لكنك لا تريد ان تعترف بوجودها ..؟

فقال : وكيف ساعترف بها وانا اجد انا كل فتاة صادفتها ٌتدعي انها الملكة .

وسار الملك تتار يكتم غضبه وقبل ان يبتعد ضحكت الفتاة وقالت : يا تتار لم تفهم ولن تفهم ربما انت تبحث عن امنا ام الملكات فان اردت ان تحدثها فهي حولك في كل مكان وان اردت ان تراها فهي موجودة في واحة الماء ودلته على الطريق .

سار الملك تتار لاكثر من يوم وعندما وصل واحة الماء كان قد ارهقه التعب فنام بجانب الواحة وافاق واكل من ثمار الاشجار التي تحيط بالواحة وشرب من ماء الواحة واخذ ينتظر ظهور ملكة الظلال وعندما مل من الانتظار اخذ ينادي اين انت يا ملكة الظلال .

فسمع صوت يرد عليه : انا هنا الا تراني .

بحث تتار عن مصدر الصوت ولم يرى شيء وقال : اين تختبئين فانا لا اراك …؟

ومن وسط الواحة ظهرت أمرأة لا يمكن لاي لغة ان توصف جمالها

وقالت اتراني الان يا ابن عتار ..؟

ذهل تتار لجمال المرأة التي خرجت من وسط الواحة ولم يصدق ان في هذا الكون من هي بجمالها واخذ يفرك عينيه ليتأكد من ان ما يراه حقيقة .

فاعادت ملكة الظلال السؤال : اتراني يا تتار ..؟

فقال : نعم اراك …

فقالت : اذا انت اعمى يا تتار .. ماذا تريد ؟

بقي تتار صامتا ينظر اليها مشدوها بجمالها وفي داخله يشكر الاله الاكبر عتارعلى انه دخل المملكة لوحده ولم يدخل معه احد ليقاسمه بها .

فقالت الملكة : هل انت اعمى واخرس .. ماذا تريد ؟.

فقال تتار : اريدك انت …؟

فقالت : وماذا تريد مني ..؟

فقال : ساجعل منك احد الهة معبدنا واعظمها ان اطعتني .

فضحكت الملكة وقالت : اذا اردتني فتوحد معي .

فقال : وكيف افعل ذلك ..؟

فقالت : الخطوة الاولى ان تتعلم كيف تراني …؟

فقال : انا اراك ولا حاجة لي لان اتعلم .

فابتسمت وفي لحظات تحولت الى ماء وسمع صوتها يقول : اما زلت تراني …؟

فاخذ تتار يبحث عن مصدر الصوت ولا يرى سوى الماء.

فسمع الصوت من جديد يقول له : تعلم كيف تراني …

واختفى الصوت فجلس تتار حائرا يفكر بحنق وغيظ وتمنى بداخله لو انه يستطيع ان يمسكها بيديه ويخنقها لتكبرها عليه لكن اصراره في الحصول عليها جعله يصبر ويجلس بجانب الواحة ينتظر ظهورها ثانية ، ومرت الأيام وتتار جالسا يفكر ويبحث وينتظر ؟

وكلما جائت فتاة الى الواحة سألها تتار اين تختبيء ملكة الظلال وكانت كل فتاة يسألها تضحك باعلى صوتها وتقول : واين يمكن ان تختبيء وكيف يمكن حدوث ذلك انظر حولك الا تراها انها في كل مكان .

وكان يظن تتار ان الكل يسخر منه وكان يكتم غيظه وفي نفسه يتوعد بالانتقام الشديد … ومرت الايام واستطال اخوة تتار غيابه فخافوا ان يكون قد اصابه مكروه فدخلوا المملكة بجيشهم بحثا عنه وفي طريقهم قبضوا على معظم بنات الواحة من الجان والانس واقتادوهن حتى وصلوا الى الواحة فوجدوا تتار جالسا بالقرب من الواحة يتحدث مع نفسه .

فتفاجئ تتار لرؤيتهم وقال لهم : الم اطلب منكم ان لا تدخلوا الواحة حتى اعود فقالوا له : قد مضى على غيابك اكثر من شهر فخفنا ان يكون قد اصابك مكروه .

فنظر تتار حوله ولم يصدق انه مضى على وجوده بجانب الواحة كل هذه المدة من الزمن ..وخاف تتار ان يرى اخواته ملكة الظلال حتى لا يقاسموه بها فقال لهم : خذوا كل الفتيات الى المعبد وانا سالحق بكم .

فقالوا له : واين ملكه الظلال ..؟

فقال : انا ساحضرها معي .

فشك ابناء عتار باخيهم الاكبر وظنوا ان ملكة الظلال استطاعت ان تسيطر عليه ورفضوا الرحيل من دونه .. وكلما حاول ان يقنعهم بالرحيل زاد شكهم به اكثر .. اشرقت الشمس وظهرت ملكة الظلال من وسط الواحة كعادتها في مثل هذا الوقت وعندما راها ابناء عتار وكهنتهم فتنوا بها واعلن كل واحد في سره انه هو فقط من سيحصل عليها .. وهكذا دب الخلاف بينهم وبدا كل واحد يتأمر على الاخر واخذوا جميعا ينتظرون غروب الشمس وشروقها ليروها تظهر من وسط الماء … ومرت الايام دون ان يشعروا بها .

وكانت ملكة الظلال عند ظهورها تقول لهم : انا لن اكون الا لمن توحد معي فلماذا تتقاتلوا اذ بامكانكم جميعا ان تتوحدوا معي جميعا .

ولم يكن كلام ملكة الظلال يروق لهم وخاصة انها تساوي بينهم .

ولإنقاذ الموقف ولمنع نشوب قتال يدمر كل ما بنوه عبر مئات السنين … اقترح أحد أبناء عتار من الجان أن يعلنوا عنها الها لا يلمسها احد وهكذا تكون للجميع … ولكن ابناء عتار من البشر غضبوا لهذا الاقتراح واقترحوا ان تقتل على ان تكون اله .. فمال الراي لابناء عتار من البشر بعد ان ساندهم اغلبية ابناء عتار من الجان فاحتاروا كيف يخرجونها من الماء ليقتلوها وحينما عجوزا و لم يجدوا طريقة لاخراجها قاموا باحضار كل بنات الواحة مقيدات ..واختاروا من بينهن عدة مئات وارسلوهن الى المعبد اما البقية فقاموا بالقائهن بالماء وقطعوا الاف الاف الاشجار وكل ما يقع تحت ايديهم والقوا بها بالواحةحتى غطت وجه الماء واشعلوا النار لحرق ملكة الظلال وبناتها واستمر اشعال النار اياما فكانت نارا عظيمة لم يرى ولم يسمع مثلها .

ومن وسط النار والدخان والبخار ظهرت ملكة الظلال وقالت:

يا ابناء عتار تراب ونار

لا تكتمل دائرة حيث الماء

ستشرق الشمس من جديد

فانتظروها ومع قدومها سيدفع

الهواء الماء وتحرق النار التراب

وستجمع اعدائكم الاربعة لتعيد

ما كان وهي الخامس

الشمس قادمة تعلن لكم عن

مولدها نصفهاالاول منكم نار

ونصفها الثاني منكم تراب

فهي الثالث

ستطفىء نارها وتشعل ناركم

ستذل كهنتكم ومعابدكم

ملوككم عبيدها

قادمة اليكم عائدة الي

اعلن اليوم عن قدومها

مع اشراقة الشمس القادمة

واختفت ملكة الظلال في وسط النار واشتدت النار وتفجر بركان من وسط الواحة .. دب الرعب في قلوبهم واخذوا يتراكضون هربا .. وكانت حمم البركان تلاحقهم وتفتك بهم بالعشرات ونجا منهم عدة الاف واستطاعوا ان يجتازوا حدود الظلال وعندما نظروا خلفهم كان الدخان الاسود قد غطى حدود الظلال .

وعاد من نجا من ابناء عتار وكهنتهم الى المعبد الكبير وعندما وصلوا صبوا جام غضبهم على بنات الواحة الاسيرات من بشر وجان اللواتي ارسلوهن الى المعبد قبل أيام من انفجار البركان … وفصلوا بنات الجان عن بنات البشر وحبسوهن في المعبد الكبير وتناوبوا على تعذيبهن ليل نهار

والخوف والرعب مما حدث في حدود الظلال وخاصة ما قالته ملكة الظلال عن اشراقة الشمس ومولد من ستذلهم وتهدم معبدهم جعلهم يخافون من كل امراة فقاموا بقتل كل ملكة في عالم الجان والانس ونصبوا بدلا منها ملك ولم يتوقف خوفهم عند هذا الحد بل قرروا ان يقتلوا شقيقاتهم من بنات عتار برغم انهن محسوبات على طبقة الالهة .

وبرغم كل هذا الا ان الخوف استمر .. خوفا من النور ومن الشمس .. الخوف من النبوءة.

الخوف من العدو القادم مع إشراقة الشمس وانتقل الخوف من جيل الى جيل واستمر مئات السنوات .

تابع الحلقة الثانية:

 

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة