من قصصنا الشعبية….

تاريخ النشر: 31/01/12 | 1:33

كثيرا ما نسمع اجدادنا وجداتنا وخاصة في فصل الشتاء يتحدثون عن “سعد” !!!! وينسبون له فترات شتائية مختلفة باسم “خمسينية الشتاء” أو ما يُعرف بـ”السعودات” وهي سعد الذابح، سعد بلع، سعد الخبايا وسعد السعود. فما هي قصة سعد هذه؟؟

يُحكى انه كان في قديم الزمان رجلاً اسمه سعد قد سافر في الأول من شباط وعندما اشتد البرد ذبح ناقته واحتمى بجلدها حتى انتهى البرد، فيما لم يقبل من رافقه فعل الشيء نفسه، وحافظوا على قطعان إبلهم، فجرّتهم مياه الأمطار في الوديان، فيما ظل سعد على قيد الحياة.‏

ووفق روايات أخرى تنتشر في صفوف كبار السن تقول إن جماعة من البدو خرجوا للصيد في عهد بني أمية في خمسينية الشتاء, وتعرضوا لمطر وابل أهلك معظمهم, ولم ينج منهم إلا القليل، ومن بينهم رجلا اسمه سعد. ولما عادوا إلى مضاربهم سأل أبو سعد عن ابنه فقالوا له: سعد ذبح ناقته واختبأ بها ثم ابتلعت الأرض الأمطار فأفرجت وخرج سعد من مخبئه . ومن هنا جاءت التسمية .‏

وتقول رواية أخرى إن سعداً كان في طريقه للسفر فنصحه أبوه أن يتزود بفراء وقليل من الحطب اتقاء لبرد محتمل, فلم يسمع نصيحة أبيه ظنا أن الطقس لن يتغير كثيرا أثناء رحلته, وفي ذلك الوقت كان دافئا, ولكن ما أن بلغ منتصف الطريق حتى وهبت ريح باردة وهطل مطر وثلج بغزارة, و لم يكن أمامه سوى ذبح ناقته الوحيدة، حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارس, وعندما ذبح الناقة سمي سعد الذابح .‏

كما تؤكد حكاية شعبية أخرى تختلف قليلاً في التفاصيل: بعد أن جعل سعد جلد الناقة بيتا له، جاع ، و لم يجد أمامه سوى لحم الجمل للأكل وهكذا كان سعد البلع , و بعد ان انتهت العاصفة و ظهرت الشمس خرج سعد من مخبئه, فرحا بالحياة مجددا بسبب ذكائه في التصرف فكان سعد السعود, وحرصا منه على متابعة طريقه دون مشاكل صنع لنفسه معطفا من وبر الناقة، وحفظ زادا له من اللحم المتبقي من الجمل بواسطة الثلوج، فكان سعد الخبايا.‏

ويقول كبار السن : سعد بلع يعني أن الأرض تبلع كل المطر الذي يهطل عليها، أما سعد الخبايا، فيشير إلى انتشار ما تخفيه الأرض من قوارض وأفاعي، فيما يعني سعد السعود، انتشار الحياة في عود الأشجار، وبداية تفتح براعمها وإزهارها.

لكن قصصا شامية، تقول إنه في قديم الزمان خرج شخص من منزله ويدعى (سعد) إلى الحقل برفقة بقرته، وفي هذه الأثناء هبت عاصفة قوية وبرد قارس مع ثلوج غزيرة فلم يستطع سعد العودة إلى بيته.‏فحزنت أمه كثيرا، فقال لها والده: لا تحزني، وتأكدي سعد إذا ذبح فلن يُذبح، وإن لم يذبح فسيُذبح وفعلاً عاد سعد بعد فترة إلى منزله وهو متلحف بجلد البقرة .‏

غير أن هذه الحكايات غير الموثقة بسند تاريخي دقيق, جاءت بناء على انقلاب أحوال الطقس, فسعد الذابح يعني القاسي لأنه معروف بشدة برودته, وسعد بلع لأن الأرض تبلع مياه الأمطار أو بسبب جفاف المياه بفعل الرياح, وسعد السعود بسبب بدء ارتفاع حرارة الجو, وسعد الخبايا تخرج الحشرات بعد

السبات الشتوي .‏

ويبدأ، سعد ذابح من 1 – 12 شباط, وقالوا فيه: سعد ذابح ما بخلي كلب نابح‏.

أما سعد بلع فوقته من 13 – 25 شباط, وقالوا فيه: “سعد بلع لا زرع ولا قلع, وبسعد بلع السما بتشتي والأرض بتبلع” .

ويحل سعد سعود من 12 شباط – 10 آذار, وقالوا فيه: ” بتتحرك الماوية في العود” .‏

ويحل سعد الخبايا من 10 – 22 آذار, وقالت فيه الأمثال الشعبية: “سعد الخبايا بتتفتل فيه الصبايا, وبسعد الخبايا .. اشلح الفروة والبس العباية”.‏

‫3 تعليقات

  1. حسنا فعل موقع ” بقحة ” ، إذ انعش بعض الذاكرة التي آمل ألاّ تشيخ ونحسن الحفاظ عليها كجزء من موروثنا الثقافي الجميل . ابراهيم مالك

  2. القصة الشعبية هي جزء من هويتنا وفلكلورنا المتميز لذالك من المهم جدا ان يطلع اطفالنا على هذا الادب الشعبي الذي يساهم في تثيقف الاطفال بكل نواحي الحياة الاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة