مواطن يقدم بلاغاً ضد نفسه في الكويت

تاريخ النشر: 21/01/12 | 7:33

سجل مخفر السالمية واقعة غريبة مساء اول من امس عندما تقدم مواطن ثلاثيني الى رجال الأمن مقدما بلاغا ضد نفسه قائلا: أرجوكم ألقوا القبض علي انا مطلوب للسجن، وعندما استفسر منه رجال الأمن عن سر طلبه الغريب اجابهم بقوله: أنا مطلوب لشركة (…) وقاموا برفع قضية ضدي وحتما هناك حكم صادر بسجني وأرجوكم اريدكم ان تقوموا بتنفيذه وارسالي الى السجن بموجب الحكم.

المصدر الأمني الذي نقل الواقعة الغريبة لـ «الأنباء» اشار الى ان رجال الأمن قاموا بتهدئة روع المواطن الثلاثيني وطلبوا منه بطاقته المدنية وعليه قاموا بالاستعلام عنه لمعرفة ما اذا كان مطلوبا للسجن ام لا، واضاف المصدر: المفاجأة كانت اننا لم نجد عليه حكما واحدا بالسجن وليس مطلوبا لأي جهة بأي قضية سواء كانت مدنية أو جنائية بل ان سجله الجنائي كان نظيفا للغاية ولم نجد عليه سوى امر منع من السفر صادر من شركة (…) التي ذكر انها تطالبه بمبالغ لم يقم بتسديدها.

وأوضح المصدر: حالما ابلغنا المواطن بأنه غير مطلوب لدينا وليس لدينا امكانية لتنفيذ اي حكم ضده خاصة انه لم يصدر اي حكم عليه من أي جهة وان قضيته لم يحكم فيها صدم المواطن وانتابته حالة من عدم الرضا وبدا حزينا جدا، وبدأ يروي حكايته لرجال الأمن ويكشف السر الذي دعاه لأن يقدم بلاغا في نفسه قائلا: طلقت زوجتي منذ عام وبعدها بدأت المشكلات أولاها كانت خسارتي لقضية حضانة ونفقة واصبحت مدينا بمبلغ من المال، وبعدها ساءت احوالي وخسرت وظيفتي بسبب غيابي الطويل ولم اعد قادرا على دفع اقساط سيارتي وهي الشيء الوحيد الذي املكه من حطام الدنيا، وبطبيعة الحال لم اعد قادرا على سداد ايجارات المنزل الذي كنت اسكنه مع عائلتي قبل انفصالي عن زوجتي، وتراكمت علي الايجارات واكتفى صاحب البناية بأن اخلي المسكن دون ان يسجل قضية وبعدها اصبحت مشردا بلا مأوى وغالبا ما انام في سيارتي التي اصبحت في ذات الوقت مسكنا لي، حيث اركنها عادة امام الواجهة البحرية او في احدى المناطق الجديدة وانام فيها حتى الصباح وخلال فترة الانتخابات هذه طرقت ابواب كثير من المرشحين واعضاء مجلس الامة السابقين من اجل ان يساعدوني في العودة الى وظيفتي، ولكن الجميع يكتفون بالوعود ولا احد ينفذ شيئا.

ومضى المواطن في رواية حكايته قائلا قبل 3 أشهر علمت ان شركة (…) والتي ادين لها بمبلغ كبير قد رفعت ضدي قضية تطالبني بسداد كامل القرض لانني توقفت بحكم فصلي من الوظيفة عن سداد الاقساط، وسمعت انهم استصدروا حكما ضدي بالسجن وعليه جئت اليكم لاسلم نفسي، ربما ترسلوني للسجن لانه خير لي من حياة التشرد التي اعيشها متنقلا في سيارتي بين الشوارع.

وقال المصدر: تفاعلنا كثيرا مع قصة المواطن ولكن لم يكن في ايدينا شيء نفعله، حتى انه واثناء خروجه من المخفر قال لنا هل تريدون ان ارتكب جريمة مثلا حتى ترسلوني الى السجن، ونعلم حقيقة انه لم يكن يعني ما يقول ولكن حالة اليأس التي استبدت به هي التي دفعته لقول هذا وحتى عندما عرض بعض رجال الامن تقديم مال له رفض المواطن تماما وقال لست متسولا انا رجل ابتلي بمشكلة وأريد فقط ان يصل صوتي الى اي شخص قادر على حل مشكلتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة