شعائر خطبة الجمعة من كفرقرع بعنوان ‘‘جريمة السرقة‘‘

تاريخ النشر: 16/10/10 | 3:27

بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت امس شعائر خُطبة وصلاة الجمعة، من مسجد عُمر بن الخطاب في كفرقرع، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري “أبو أحمد”، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك، ‘‘جريمة السرقة‘‘،هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني “أبو الحسن”، إمام مسجد عمر بن الخطاب ومما جاء في خطبة الشيخ لهذا اليوم المبارك:” الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه، واجعلنا مما يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

وأردف الشيخ قائلاً:” أيها الإخوة المؤمنون؛ نقف اليوم لأنّ منبر الجمعة منبر وعظ وإرشاد وترغيب وترهيب وتنبيه وتحذير، والسؤال المطروح والذي يجب أن نسأله جميعًا: لماذا يسرق فلان؟! لماذا احترف بعض الشباب سرقة البيوت والسيارات والمحلات التجارية؟! ولماذا قبل ذلك الموظف المؤتمن إستغلال منصبه في أخذ أو تسهيل شيء لا يستحق؟!
المشكلة – يا عباد الله – لا يرتبط حلها بالجهات الأمنية فقط، فالجهات الأمنية والرقابية (الشرطة) هي جزء من الحل، والمشكلة لها جوانبها الشرعية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية.
فظهور مشكلة كالسرقة في المجتمع فإن المجتمع مسؤول بأكمله عن حلّها، ومن الخطأ والظلم أن يتنصل أحد من المسؤولية وإن كانت المسؤولية بشكل غير مباشر.
وأضاف الشيخ:” أيها المسلمون، إنّ جريمة السرقة جريمة من كبائر الذنوب، جاء الشرع المطهّر بقطع يد السارق مهما كان وضعه أو مكانته أو منصبه، فأعلنها رسول الأمة مدوية: ((لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها))، وإمرأةٌ من بني مخزوم كانت تستعير المتاعَ وتجحده، وفي بعض الروايات أنها تسرِق، فأمر النبيُّ بقطع يدِها، فهمَّ قريشًا أمرُها وقالوا: من يكلِّم فيها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ فما رأَوا إلاّ أسامة، رأَوا أسامة حِبَّ النبيّ وابن حبّه مولاه وابن مولاه، فكلَّموه أن يشفعَ ليسقِط هذا الحدَّ حتى لا تفتَضِح القبيلة بأن قطِعَت يدُ امرأةٍ من نسائهم، فلمّا كلَّمه غضِب على أسامة وقال: ((أتشفَع في حدٍّ من حدود الله؟!)) ثمّ خطَب النّاس فقال: ((إنما أهلَكَ مَن كان قبلَكم أنهم إذا سرقَ فيهم الشريفُ تركوه، وإذا سرقَ فيهم الضعيف أقاموا الحدَّ عليه، وأيم الله لو أنَّ فاطمة بنتَ محمّد قد سرقَت لقطعتُ يدَها))، ثم أمَر بها فقُطعت يدُها صلى اله عليه وسلم. ففِي عهد المصطفَى صلى الله عليه وسلم سرِق من صفوان بنِ أميّة رداؤه من تحت رأسِه، فأتى بالسّارِق للنبيّ صلى الله عليه وسلم، وكانت قيمةُ هذا الرداء لا تجاوِز عشرين درهمًا، فأمر النبيُّ بقطع يدِ ذلك السارِق، فقال صفوان: يا رسول الله، تقطَع يده في رداء! هو له، قال: ((هلاّ قبل أن تأتِيَني به))، فأمَر بقَطع يدِه صلى الله عليه وسلم. فالسرقة خلق ذميم وجريمة لا يتصف بها إلا خسيس الطباع.
السارق عضو فاشل في مجتمعه، لا يعوّل عليه ولا يطمأَن له، عطّل سمعه وبصره وعقله عن الإنتاج، وسخرها في أخذ ما عند الناس بالخسة والدناءة واللآمة.
السارق ما يأكله من سرقة فهو سحت وحرام وظلم وعدوان، السارق ملعون على لسان رسول الله، السارق يأتي يوم القيامة وقد أعرض الله عنه من سوء فعاله اللئيمة، السارق مهما رفع يديه بالدعاء لا يستجيب الله له، كيف يستجاب لدعوة سارق ويداه قد تلوثت بسرقة وغصب ما عند الناس؟! سارق البيوت وسارق الأراضي وسارق الأموال العامة لا ينبت جسده إلا من الحرام، ولا يضع في فم أولاده إلا الحرام.
وتابع الشيخ حديثه بالقول:” لم تسلم البيوت ولا المساجد ولا المؤسسات، ولا حتى شبكة الهواتف والإتصالات، ولا صندوق المرضى، ولا البريد، ولا البنوك، ولقد سرقت في الأيام الأخيرة حوالي خمسة بيوت في كفرقرع لوحدها، وكذلك بيوت في المنطقة؛ يقول تعالى:((وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ* فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))..”.
وأضاف الشيخ:” أيها الإخوة الكرام؛ هناك حقائق لا بد من أن توضع بين يدي الإخوة الكرام حول هذه الآية: الحقيقة الأولى: أن الإسلام منهج كامل لا تقطف ثماره اليانعة إلا إذا طبق بأكمله.”.
الحقيقة الثانية: أن المسلم في المجتمع الإسلامي مضمون له أن يكسب رزقه من عمله ، فعلى ولي الأمر أن يوفر الأعمال، وسميت في القرآن المعايشَ، يعني سبلَ كسب الرزق، والدليل: أن سيدنا عمر رضي الله عنه عين والياً، وأراد أن يمتحنه، فقال: ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب؟ فقال: أقطع يده، قال: إذاً فإن جاءني من رعيتك من هو جائع أو عاطل فسأقطع يدك، قال له: يا هذا إن الله إستخلفنا عن خلقه لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفر لهم حرفةً، فإن وفينا لهم ذلك تقاضيناهم شكْرها، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً، فإشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية. فتأمين فرص العمل من أولى مهمات ولي أمر المسلمين، هذه واحدة.
الآن لو أن مسلماً لا يستطيع أن يعمل، أو أن دخْله من عمله لا يكفيه فلا بد من أن يلزم ولي أمر المسلمين من حوله من أقربائه الميسورين بالإنفاق عليه، فإن لم يكن له أقرباء أغنياء فلا بد من أن يأخذ من بيت مال المسلمين، فإن كان لا يكفي فيجب أن تفرض على مجموع الأمة ضرائب تكفي لكفالة كل أفراد المجتمع الإسلامي، هذه أحكام في الفقه الإسلامي بديهية، فالمسلم ضمن منهج الله، وضمن مظلة الإسلام مكفول رزقه إما من عمله، أو من قرابته، أو من أبناء محلته، أو من بيت مال المسلمين، أو من مجموع الأمة.
وتابع الشيخ حديثه بالقول:” أيها الإخوة: شيء آخر، الإنسان حينما يكسب المال في المجتمع الإسلامي لا يستطيع أن يكسبه إلا من طريق مشروع، لأن الطرق غير المشروعة محرمة في الإسلام، فحينما لا يكون في المجتمع الإسلامي كذب، ولا غش، ولا تدليس، ولا إحتيال، ولا إحتكار، ولا معاصٍ متعلقة بكسب المال فهذا العمل في الأصل مشروع، والكسب مشروع، والمال حلال الحقيقة التي بَعدها: القرآن الكريم، والأحاديث الشريفة، ومواقف النبي تعلّم أنّ العمل في الإسلام مقدَّس، يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أنه أمسك يد ابن مسعود، وكانت خشنة من العمل، رفعها، وقال: إن هذه اليد يحبها الله ورسوله)) .
رأى شاباً يتعبد الله في وقت العمل، فسأله النبي عليه الصلاة والسلام: ((من يطعمك ؟ قال أخي، قال: أخوك أعْبَد منك))، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((اليد العليا خير من اليد السفلى))..”
وأردف الشيخ قائلاً:” وقد قال العلماء: إن العمل الذي تعمله، والحرفة التي تحترفها إذا كانت في الأصل مشروعة، وسلكت بها الطرق المشروعة، وإبتغيت منها كفاية نفسك وأهلك ونفع المسلمين، ولم تشغلك عن فريضة، ولا عن واجب، ولا عن عمل صالح إنقلبت إلى عبادة.
إذاً الكسب الحلال أصل في تحصيل المال و: ((اليد العليا خير من اليد السفلى)). وفي الحديث: ((المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأحَبُّ إلى اللَّهِ تَعالى مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ)).
فهناك حث على العمل، ومن أبلغِ ما قرأت في السيرة أن سيدنا عمر رضي الله عنه حينما تفقّد بلدة من رعيته ووجد أن كل الفعاليات الإقتصادية بيد غير المسلمين، عنفهم تعنيفاً شديداً، وقال لهم:” كيف بكم إذا أصبحتم عبيداً عندهم ؟ “، هذا الخليفة الراشد أدرك قبل1431 عام أن المنتج قوي، وأن المستهلك ضعيف، وأن القوي من المنتجين ينهب أموال الطرف الآخر إذا اشترى منهم، وينهبها إذا باعهم.
إنسان أخ كريم عنده معمل، وقد قلَّ ربحُه إلى درجة أنّ دخله أصبح يساوي مصروف المعمل، فجاءني مستفتياً، ألي الحق أن أنهي العمل؟ أنا لا أربح أبداً، قلت له: كم عاملا عندك في المعمل؟ قال: ثمانون، قلت له: أنت تفتح ثمانين بيتاً، هذا في حد ذاته في مقياس منهج الله ربح كبير، ثمانون أسرة، بيوتها مفتوحة، ونفقاتها مغطاة بسبب بقاء هذا العامل عندك في المعمل.
يعني أنّ مال أخيك هو مالك من زاوية واحدة، من زاوية أنه يجب أن تحافظ عليه وكأنه مالك. بمعنى أنك إذا أكلت مال أخيك أضعفته، وإذا أضعفته كنت مكلَّفًا بالإنفاق عليه، فكأنك أضعفت نفسك، هذا معنى.
أيها الإخوة: النبي عليه الصلاة والسلام بسنَّته القولية حث على العمل، وسيدنا عمر قال:” إني أرى الرجل ليس له عمل فيسقط من عيني”، النبي عليه الصلاة والسلام بسيرته العملية حث على العمل، جاءه رجل يطلب مساعدة، فقال عليه الصلاة والسلام : ((أعندك شيء في البيت قال والله ما عندي إلا قعب وحلس – الحلس قماش نجلس عليه، والقعب وعاء نشرب منه – قال له: ائتني بهما، النبي عليه الصلاة والسلام بنفسه عرض القعب والحلس على أصحابه، قال: من يشتري هذين، فقال أحد أصحابه أنا أشتريهما بدرهم، فقال من يزيد على ذلك – ومنا هنا شرعت المزايدة في البيع، قال آخر: أنا أشتريهما بدرهمين، فباع النبي صلى الله عليه وسلم الحلس والقعب لهذا الصحابي الثاني الذي اشتراهما بدرهمين، وقال للرجل السائل: اذهب فاشتر بدرهم طعاماً لأهلك، وإشتر بالدرهم الثاني قدوماً، وإئتني به، جاء له بالقدوم، يروى أن النبي عليه الصلاة والسلام شد بيده الشريفة عصاً على هذا القدوم، وقال: اذهب وإحتطب، ولا أرينك لخمسة عشر يوماً، عاد بعد هذه الفترة ومعه ثمانية دراهم، فقال عليه الصلاة والسلام : هذا خير لك من أن تسأل الناس أعطوك أو منعوك)) .
وأضاف الشيخ:” أيها الإخوة الكرام: في الإسلام حدود؛ قال عمر بق الخطاب رضي الله عنه لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا فلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلا إنى رأيته فى النار في بردة أو عبائة غلها. ولقد جعل الإسلام للمسلم حق الدفاع عن ماله ودينه وأهله ولو قتل دونه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابو داود وغيره، من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد. وفي الصحيح أن رجلا قال يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالى قال لا تعطه مالك قال أرأيت إن قاتلنى قال قاتله قال أرأيت إن قتلنى قال فأنت شهيد قال أرأيت إن قتلته قال هو في النار. وفى مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لأ يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار. الحديث. أيها الإخوة: طبعاً هناك حد للعدوان على العرض، وهناك حد للعدوان على المال.”.
وتابع الشيخ:” إخوتنا الكرام: المال قوام الحياة، والعدوان على المال عدوان على الحياة، نحن نقول: المسلم في المجتمع الإسلامي مضمون له معاشه، والمكاسب التي تشرع في العالم الإسلامي مكاسب مشروعة.
وقال الشيخ:” فيا أيها الإخوة: المرء محاسب عند الله أشد الحساب على الإهمال، أيها المسلمون، لقد جاء الإسلام بحلول كثيرة من المشاكل، وجعل إقامة الحدود هي الحلّ النهائي لها. مشكلة التربية التي نعاني منها اليوم ومنذ سنوات هي لا تزال تظهر لنا اليوم هذا الكمّ الهائل من المشاكل، مشكلة سوء التربية هي التي تظهر لنا المسلِم السارق، هي التي تظهر لنا المسلم الذي يتعاطى المخدرات، هي التي تظهر لنا المسلم الديّوث، هي التي تظهر لنا المسلم الخائن، هي التي تظهر لنا المسلم الغشاش والزاني والمرابي والعاق، كلّ هذا سببه سوء التربية، وما يحصل داخل البيوت في سنوات الطفولة والتربية والغرس يخرج خارج البيوت حينما تشتد السواعد، ما يحدث داخل البيوت من انصراف الأبوين أو أحدهما عن أبنائه ومن عدم اتفاق الأبوين على كلمة سواء في تربية الأبناء أو ما يشهده البيت من قسوة الأب على أبنائه حينما يقعون في الخطأ، ما تشهده بعض البيوت من انفصال الأبوين عن بعضهما وتبعات ذلك، ما يشهده البيت من تأخر الأب عن البيت لساعات متأخرة للسمر واللهو، ما تشهده البيوت من إعطاء توكيل بالتربية إلى قنوات التلفزيون الفضائية إلى ما تبثه في أخلاقهم من السموم، فماذا فعلت الأفلام التي جلها إجرام وسرقة وسطو مسلح ومخدرات وانتهاك أعراض؟! من الطبيعي أن يتأثّر المشاهد خاصة المراهق بما يشاهده في كل يوم، وهذا الأمر قد أثبتته جميع الدراسات المحلية والعربية والعالمية. جهاز التلفزيون يشكل اليوم أكبر خطر على الأخلاق واللعب بالعقول والأفكار.
ومن يتحمل المسؤولية اليوم؟! المدرسة التي انصب دورها على التعليم أكثر من التربية، فأصبحت بعض المدارس للأسف محاضن لتعلّم الأخلاق السيئة من الأقران، فالواجب اليوم العمل على إرجاع دور المدرسة الحقيقي في التربية والتوجيه السليم، فالمدرسة هي البيت الثاني لأبنائنا، فعلى العاملين في حقل التعليم إستشعار عظم المسؤولية التي تحمّلوها، وأن يتقوا الله في أبناء المسلمين.
وممن يتحمّل المسؤولية في جريمة السرقة الفراغ والبطالة التي يعيشها بعض الشباب اليوم، نتيجة خلل في تربية الأسرة وتربية المجتمع، فنشأ الشاب على الراحة والترفيه وحبّ التقليد، جعل من بعض شبابنا نموذجا سيئًا للشباب المسلم..؛ أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم..”.
ومما جاء في خطبة الشيخ الثانية:” الحمد لله رب العالمين؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صلّ وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من إهتدى بهديه وإستن بسنته وإقتفى أثره إلى يوم الدين. أيها المسلمون: المال الحرام يذهب، بل يذهب بأهله: السرقة في المجتمع مصيبة تحصل على بعض الناس ويسلم منها آخرون، وكل ذلك في كتاب من قبل أن يبرأها سبحانه.
وعلى المسلم الأخذ بالأسباب الشرعية والحسّية في الوقاية من السرقة، فتحصين المسلم لنفسه وأولاده وبيته بالأذكار والأوراد الشرعية في الصباح والمساء من أقوى الأسباب في دفع مثل هذه المصائب وغيرها.

وأردف الشيخ قائلاً:” ومما يوجّه له الآباء الإلتفات إلى أبنائهم، وأن يكونوا صدورًا واسعة تحتضنهم، فيأخذهم بالرّفق فيربوهم على الدين وتعظيم الله جل جلاله في قلوبهم وتبجيل وحب نبيهم صلى الهو عليه وسلم، تربيتهم على الإستقامة والعفة واحترام حقوق وملك الآخرين وبيان شناعة التعدي على أملاك الآخرين، تربية الأبناء على القناعة بما قسمه الله لهم من الرزق، وتربيتهم على تحمل المسؤولية من صغرهم وعلى قدر أعمارهم، تربيتهم على حبّ الخير للناس كما يحبونه لأنفسهم..”.

وإختتم الشيخ خطبته بتوجيه تعزية حارة للشيخ محمود حسن مصاروة “أيو محمد” إمام مسجد عم ر بن الخطاب، بوفاة زوجتة الحاجة الفاضلة غادة حسين مصاروة “أم محمد”، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمدها برحمته وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، كما ودعا الشيخ جموع المصلين بتقديم يد العون والمساعدة لأحد أبنائنا المسلمين من منطقة النقب الصامد والذي يدعة يوسف أبو غليون من قرية تل السبع، حيث يعاني من مرض مزمن “ناتج عن فشل في النخاع العظمي، وفشل في الرئتين” والذي يحتاج لعلاج عاجل خارج البلاد، حيث تقدر أن يصل العلاج لأكثر من مليوني شيقل (600 ألف دولار) وتستغرق مدة العلاج لأكثر من عامين..”.

‫5 تعليقات

  1. اللهم صلي على سيدنا محمد (ما شاءالله) كل الاحترام يا استاذ عبدالكريم مصري

  2. كل الاحترام
    موضوع هام وآني
    لكن …
    موقع بقجة متابع لمسجد عمر بن الخطاب
    ماذا بالنسبة لباقي المساجد

  3. منور يا ابو احمد عبد الكريم بارك الله فيك ان شاء الله في ميزان حسناتك ابن عمتك زياد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة