حقيقة غرق السفينة الايطالية…

تاريخ النشر: 19/01/12 | 2:00

في حركة متفق عليها مسبقا ثم أُعلنت على الفايسبوك، اقترب فرانسيسكو سكتينو قبطان السفينة السياحية المنكوبة كوستا كونكورديا مسافة خطيرة من ساحل جزيرة جيليو لكي يستطيع رئيس نادلي السفينة ان يلوح محييا افراد عائلته في الجزيرة، كما افادت صحيفة كوريري ديلا سيرا الايطالية. وقالت الصحيفة ان القبطان سكتينو -52 عاما، ابلغ رئيس نادليها انطونيلو تيفولي حين اقتربت السفينة من شاطئ الجزيرة “تعال وانظر انطونيلو نحن تماما امام جزيرة جيليو”. ولكن القبطان اخطأ في الحساب وبسبب خطأه ارتطمت السفينة بصخور احدثت فيها شقا كبيرا فرض اجراء عملية اجلاء خلال الليل لانقاذ اكثر من 4000 شخص من المسافرين وافراد الطاقم.

وفُتحت منذ جنوح السفينة صفحة ايطالية على فايسبوك لمن يريد ان يعبر عن غضبه على القبطان بوصفه مسؤولا عن الكارثة.

ورحب نحو 1000 شحص بالصفحة التي تشير الى ان القبطان استهان بأرواح المسافرين.

وقالت صحيفة كوريري ديلا سيرا ان “شعورا بالذنب يعذب” رئيس نادلي السفينة تيفولي وهو ابن حلاق ما زال يعيش في الجزيرة، ونقلت الصحيفة عن والده الحلاق جوزسيبي تيوفلي -82 عاما الذي عاش طيلة حياته في جزيرة جيليو ان انطونيلو اتصل به في وقت سابق قائلا ان السفينة ستمر بمحاذاة الجزيرة في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء “وانهم سيأتون ويطلقون صفارة السفينة لتحيتنا”، مؤكدا انها حركة كانوا يقومون بها في احيان كثيرة.

ويبدو واضحا الآن ان السفينة اقتربت مسافة خطيرة من الشاطئ. وقال جوسيبي تيفولي انه لا يُعرف انه كان ولده انطونيلو طلب من القبطان ان يقترب “ولكن المسؤولية تقع دائما على عاتق القبطان ولا أحد غير القبطان”.

وتابع تيفولي قائلا ان وجود ابنه على متن السفينة كان مصادفة بحتة “وكان المفروض ان يغادر السفينة في سافونا ولكن الشخص الذي كان من المقرر ان يحل محله أُصيب بوعكة صحية وتعين على انطونيلو ان يبقى على متن السفينة”.

كما ان القبطان الذي يواجه تهمة الاهمال والتقصير في اداء الواجب أبحر مسافة خطيرة قرب شاطئ الجزيرة ليوجه التحية الى زميل قديم كان يعمل قبطانا في شركة كوستا كروسيري للسفن السياحية.

ولكن القبطان ماريو بالومبو الذي تقاعد في عام 2006 بعد اصابته بنوبة قلبية لم يكن حتى في جزيرة جيليو مساء الجمعة ليرى مشهد السفينة السياحية وهي تبحر امام الجزيرة متألقة بأنوار طوابقها الاثني عشر ومتباهية بصفارتها القوية.

وقال القبطان المتقاعد الذي يمضي اشهر الشتاء في توسكاني الآن انه لا يستطيع ان يفهم ما حدث وماذا كان يدور في رأس زميله القبطان سكتينو.

وأكد “ان القبطان هو الذي يحدد مسار السفينة، وهو الملك على متنها، ولكني لا أُريد الانجرار الى هذا الجدال”.

ويقول الادعاء العام الايطالي ان القبطان سكتينو اقترب من ساحل الجزيرة “بصورة خرقاء على نحو متهور” خلال اللحظات التي سبقت الاصطدام الكارثي بالصخور التي تسببت في ميلان السفينة بزاوية حادة ثم انقلابها على جنبها.

ويرفض الادعاء العام الافراج عن القبطان الموقوف منذ يوم السبت بكفالة خشية ان يهرب أو يتدخل في عملية جمع الأدلة.

وأدى سوء الأحوال الجوية وارتفاع موج البحر الى تحرك السفينة البالغ طولها نحو 300 متر عن مكانها ، الأمر الذي اثار مخاوف من انزلاقها أعمق في ماء البحر وتشقق خزانات الوقود.

واستقرت السفينة على جنبها على عمق 15 مترا تقريبا خارج مرفأ جزيرة جيليو بعد ارتطامها بصخور ليل الجمعة وظهور فجوة كبيرة في جسمها.

وقال القبطان سكتينو الذي جرى استجوابه بتهمة القتل المتعدد غير العمد ان الصخور التي اصطدمت بها سفينته لم تكن مؤشرة على خرائطه البحرية ولم تكتشفها منظومات الملاحة على متن السفينة.

وقال “كان ينبغي ان يكون الماء عميقا تحتنا وكنا نبعد زهاء 300 متر عن الصخور”.

كما اتهم الادعاء العام القبطان سكتينو بمغادرة السفينة قبل ان يتوثق من مغادرة آخر مسافريها “بزمن طويل” ، وهي جناية يعاقب عليها بالسجن مدة تصل الى 12 سنة. ونفى القبطان ذلك مؤكدا انه كان آخر من غادر السفينة.

وكانت السفينة كونكورديا انقلبت على جنبها عندما حاول القبطان ان يستدير بها ويتجه نحو مرفأ الجزيرة في محاولة لتسهيل عملية الاجلاء.

وقال ناجون ان عملية الاجلاء كانت “فوضى”. ولكن برونو ليبوراتي محامي القبطان رد بأن حركة موكله بالاستدارة انقذت ارواح “مئات الأشخاص”.

وبعد انتعاش الأمل بالعثور على ناجين بانقاذ زوجين من كوريا الجنوبية كانا يقضيان شهر العسل على متن السفينة وانقاذ شخص ثالث أُصيب بكسر في ساقه تضاءلت فرص بقاء أي مسافرين محاصرين على قيد الحياة بل ارتفع عدد ضحايا الكارثة الى ستة اشخاص حتى الآن.

وبدأ الغواصون الايطاليون يوم الثلاثاء استخدام المفرقعات في محاولة للوصول الى كابينات تسد الانقاض طريقها.

ويجري الآن فحص الصندوق الأسود الذي يتضمن حوارا بين القبطان ومدير الميناء فيما قال مسؤولوون ان السفينة ابتعدت نحو 6.5 كيلومتر عن مسارها.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة